ضياء القلوب عضو نشيط
عدد المساهمات : 63 نقاط : 10836 تاريخ التسجيل : 12/03/2015 العمر : 28
| موضوع: كثرة الحديث عن الاسباب التى ادت الى ثوران الشعب الإثنين أبريل 20, 2015 7:12 pm | |
| كثر الحديث عن الأسباب التي أدت إلى ثوران الشعب، وإلى انتفاض الملايين من الناس وأنا أرجع هذا إلى أسباب عديدة سنتناول منها سبببن رئيسيين يكونا مدخلاً للعبور إلى أحداث النهاية السبب الأول هو فقدان الرحمة بين الخلائق وأسألكم لماذا يرحم الله القادة والحكام إذا لم يرحموا المحكومين والأنام ولماذا يرحم الله خلقه إذا لم يتراحموا فيما بينهم لماذا يبسط الله نعمه على عباده ويحييهم في سهولة وبسط ويسر وهم يشددون على بعضهم ويقسون
ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم لكل من أحبَّ أن يكون بمنأى عن غضب الله سبحانه وتعالى وعقابه في الدنيا والآخرة أن يرحم خلق الله حاكماً أو محكوما، فقال { مَنْ لا يَرْحَمْ لا يُرْحَمْ }، وقوله: { الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ. ارْحَمُوا مَنْ في اْلأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ في السَّماءِ }(1)
وكلكم يعلم أين كنا وكيف كنا وكيف كانت رحمة بعضنا لبعض ولا حاجة لبسط ذلك، فالأمور أوضح لكل واحد من ضوء النهار إخواني جعل الله عزَّ وجلَّ الأمة الإسلامية ناشرة للرحمة الإلهية، رحمة تشريعية، ورحمة حياتية، ورحمة فكرية، ورحمة قلبية، ورحمة حسية، ورحمة لكل عوالم الله عزَّ وجلَّ العليَّة والدنيَّة، هذه الرحمة تقوم بها الأمة المحمدية، ولذلك أفراد الأمة هم الرحماء
قال تعالى : ( رُحَمَاء بَيْنَهُمْ ) (29الفتح)، هكذا وصفهم الرحيم عزَّ وجلَّ .الرحمة هي المشرط في يد الأفراد الذي يقضون به على الجهالات وعلى الظلمات في كل زمان ومكان ليؤهلوا الخلق لرحمة الرحيم الرحمن عزَّ وجلَّ، لم يحمل فرد من الأولين سيفاً يقاتل به ليقهر الناس على الإسلام، وإنما حمل مشرطاً كلَّه رحمة يعالج الخلق، ويأسوا جراحهم به ليفيقوا لهذا الجمال، وليستيقظوا لهذا الكمال، وليلوح لهم ضياء الله الواحد المتعال واضحاً في كل أفعالهم وشئونهم وتحت جميع الأحوال
وطالما كانت الأمة الإسلامية موسومة بصفة الرحمة، وهى التي تسيطر وتهيمن على كل أفرادها صغيرها وكبيرها فهم في خير والأمثلة في ذلك من تاريخ الأمة لا حدَّ لها ولا حصر، ولكنى سأختار منها أمثلة من سيرة سيدنا عمر بن الخطاب لِمَ ليكون ذلك تأكيداً لكل واحد منَّا أن الرحمة لا تتنافى أبداً ولا تتعارض مع عدل الحاكم وقوة الحاكم في الله وشدته في إنفاذ الشرع وإدارة شئون الأمة انظر إلى هذه الرحمة في يد عمر رضي الله عنه، يمشى في جنح الظلام يتحسس ويتعسس البؤساء والتعساء والفقراء،
يمشى ومعه عبد الرحمن بن عوف فيشاهد ناراً من بعيد تحت قدر، فيذهبا إلى حيث النار، وعندما يقتربا منها يسمع عمر بكاء صبية صغار ، وبكاء الصغير له شأن كبير،فبكاء الطفل الصغير يؤثر في صاحب القلب الكبير، إذا لم تتأثر ببكاء الطفل فاعلم أن على قلبك قفل أي طفلٍ كان أنا آونة أبكى لبكاء الطفل لأنه لا سلطان له ولا دافع له إلا الله عزَّ وجلَّ. وقد روت السيدة عائشة عن حبيبي وقرة عيني صلى الله عليه وسلم لما رآه الإعرابي يُقَبل الحسن والحسين فقالت
{ جاءَ أعرابيٌّ إلى النبيِّ فقالَ: أَتُقَبِّلُونَ الصبيانَ، فما نُقَبِّلُهُمْ، فقالَ رسولُ الله أَوَ أَمْلِكُ لكَ أَنْ نَزَعَ الله الرحمةَ مِنْ قَلْبِكَ }(2) فعندما اقترب عمر رضي الله عنه من النار عنَّف المرأة التي توقد النار على القدر، وقال لها يا أمَةَ الله لِمَ يبكى هؤلاء الصغار،قالت من الجوع، قال ولِمَ تتركيهم جياعاً، قالتلا أجد، فأوقدْتُ لهم القدر على الماء لأعلِّلهم حتى يناموا، فماذا فعل عمر عندئذ وهنا فقرة اعتراضية لتتضح باقي القضية عمر رضي الله عنه بدَّله الله أخلاقاً عالية على يد رسول الله ( عمر رضي الله عنه وهو الذي قيل في شأنه أنه قبل إسلامه حفر حفرة ليدفن فيها ابنته حية، وكان التراب يأتي على لحيته فكانت تمسح التراب عن لحيته ومع ذلك لم يرحمها ووأدها، قيل هذا وإن كنت لا أستريح لهذه الرواية، ولذلك أقولها لإخواني حتى أقول لهم لا يُحدثون بها لأنها لا تليق بعمر رضي الله عنه، لقوله صلى الله عليه وسلم {النَّاسُ مَعَادِنُ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ، خِيَارُكُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُكُمْ فِي الإِسْلاَمِ إِذَا فَقِهُو }(3)
، فمثلاً أبو بكر رضي الله عنه وأرضاه حرَّم على نفسه الخمر في الجاهلية وكلهم كانوا على هذه الشاكلة، فإياكم وهذه الروايات الإسرائيلية ومنها الكثير ونعود لموضوعنا فما كان من عمر إلا وذهب هو وعبد الرحمن بن عوف إلى بيت المال وقال إحملنى هذا الجوال من الدقيق على ظهري، قال أحمل عنك يا أمير المؤمنين، قال أتحمل عنى يوم القيامة، وحمل جوال الدقيق على ظهره، وأعطى عبد الرحمن السمن، وذهبا إلى المرأة، فقال: يا أمة الله ضعي الدقيق ومعه السمن وأنا سأنفخ لكي في النار حتى يطيب الطعام، فأخذ ينفخ في النار وسواد النار يأتي على وجهه ولا يعبأ!حتى قالت له المرأة والله يا هذا لأنت أولى بأن تكون أمير المؤمنين من عمر
لِمَ يتحدث العالم كله عن عمر وأمثال عمر، للرحمة القرآنية النبوية التي استمدوها واستهدوا بها وتأسوا في هديها من خير البرية صلى الله عليه وسلم.لو كان كل حاكم أو رئيس في عمله على هَدْى عُمر أو لو كان على هدى نبيِّنا الذي علَّم عمر لو كان كل حاكم يقابل من يأتيه بالمودة واللين والرحمة كما يقابل أبناءه وأهله ومعارفه لو كان كل حاكم يبحث عن حاجات شعبه ليقضيها، كيف سيكون حال المسلمين يا إخواني لكنهم كانوا كما قال صلى الله عليه وسلم واسمعوا وعوا { لا تُنْزَعُ الرحمةُ إلاّ مِنْ شَقِّي }(4) كل من انتزعت منه الرحمة اعلم علم اليقين أنه شقي، (1)صحيح ابن حبان، عن أبى هريرة t، والثانى : سنن الترمذي، عن عبدالله بن عمرو (2)عن عائشة y سنن الكبرى للبيهقي ، رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن يوسفَ الفِرْيَابِيِّ (3)أخرجه أحمد عن أبى هريرة، المسند الجامع (4)عن أبى هريرة مسند الإمام أحمد [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][URL="http://www.fawzyabuzeid.com/data/pdf/Book_Bano_Esraeyel_wawaed_Elakhera.pdf"] منقول من كتاب {بنو اسرائيل ووعد الأخرة} اضغط هنا لتحميل الكتاب مجانا[/URL] | |
|